الخميس، 29 نوفمبر 2012

كيف نربي أبناءنا على الجهاد؟!


أشبال.. الجهاد طريقنا لعزة الأمة

في ظل هذه الأحداث التي نحن بصددها هذه الأيام، وما نراه من تخاذل العالم أجمع وخاصةً الدول العربية والإسلامية تجاه إخواننا في البلاد الإسلامية المحتلة وبخاصةٍ ما يحدث في غزة.. كل هذا يجعلنا نفكِّر ما هو دورنا؟! وما هي الوسائل أو أنواع الجهاد التي يمكن أن نشاركهم فيها؟!
فقد سبق أن تحدثنا عنها، وهي السلاح الإيماني؛ بأن نكون على يقين بنصر الله للمؤمنين، وإصلاح أنفسنا وأبنائنا، والدعاء لهم بالنصر، ثم السلاح الإعلامي بفهم، وشرح القضية على الوجه الصحيح، ثم السلاح الاقتصادي بالمقاطعة وجمع المال للجهاد.
والآن أكاد أسمعك تسألين: وكيف أربي أبنائي على الجهاد؟!
في الحقيقة نحن لا نربي أبناءنا على الجهاد فجأةً، ولكن الأصل أننا نربيهم على الإسلام الصحيح الشامل الكامل، وما فيه من معانٍ عظيمة من إخلاص وتقوى وبذل وتضحية وصبر ومصابرة وإصلاح النفس مع التطبيق الفعلي ومتابعتنا لهم، وأن يكون همُّهم هو الله ورسوله والدار الآخرة وليس الدنيا؛ فهي لا تساوي جناح بعوضة عند الله.. عندئذٍ تتعمَّق في نفوسهم روح المجاهدة، فعسى الله أن يستعيد بجهادهم عزَّ الإسلام والمسلمين.
ولكي نصل إلى هذا لا بد من:
1
- أن نُشعِر أبناءنا بعزة الإسلام وأنه لا بد أن نحقِّقها كما كانت، وهذا لا يكون إلا بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام لإعلاء كلمة الله؛ لقول الله تعالى ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: من الآية 8) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الجهاد ماضٍ ليوم القيامة"، وقول الإمام العادل عمر بن الخطاب: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"، ويكفي أمة الإسلام فخرًا وشرفًا أنها خير أمة؛ قال تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 11( , إن لم نكن عظماء على الأرض فلنكن شهداء تحت الأرض.
2
- إفهام الأبناء أن هناك أنواعًا للجهاد في سبيل الله؛ منها:
*
الجهاد التعليمي: وذلك ببذل الجهد في التعليم العلمي والتكوين الإسلامي، علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا، والتصور الصحيح للإسلام.. قال تعالى ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ﴾ (التوبة: من الآية 122)، وأن ينووا بعلمهم نفْعَ الإسلام والمسلمين ولا يكتموه عن أحد؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سأل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة" (رواه أبو داود والترمذي.(
*
الجهاد الدعوي: علينا أن نحثَّ أبناءنا على التناصح مع أصحابهم، وإرشادهم إلى الخير، ودعوتهم إلى الإسلام الصحيح، كلٌّ على قدر سنِّه، مع الاستدلال بالآيات والأحاديث.. قال تعالى: ﴿َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ﴾ (التوبة: من الآية 71)، فهذا استشعارٌ للمسئولية بأداء هذا الواجب، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "نضَّر الله امرأ سمع مني شيئًا فبلغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع" (رواه الترمذي)، وأيضًا: "من دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" (رواه مسلم)، وقال أيضًا: "إن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، والجهاد الدعوي هذا يكون متلازمًا مع إصلاح النفس (أصلِح نفسك وادعُ غيرك.(
*
الجهاد المالي: وذلك:
 -
بالإنفاق لأجل إعلاء كلمة الله، ويعتبر ذلك أساسيًّا جدًّا؛ لأن بالمال يكون الجهاد التعليمي والدعوي والسياسي، فلو أَخرَجْنا نحن من أموالنا وعوَّدنا أبناءنا على أن يُخرجوا أيضًا من مصروفهم جزءًا للجهاد وأن نجعل في البيت صندوقًا للجهاد أو للأقصى.. قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ﴾ (التوبة: من الآية 111), ﴿وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (التوبة: من الآية 41)، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من أنفق نفقةً في سبيل الله كُتبت له سبعمائة ضعف" (رواه الترمذي)، وقال أيضًا "من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيًا في أهله فقد غزا" (رواه الستة إلا مالكًا).
فمثلاً هناك بعض الأسر توقَّفت عن شراء الفاكهة، وجعلت ثمنها في صندوق فلسطين، وقد تبرَّعت فتاة بالشبْكة الذهبية لصندوق الأقصى بعد استئذان خطيبها، وهكذا أمثلة كثيرة.
وحتى نربي أبناءنا على الجهاد لا بد أن يعيشوا حياةً جهاديةً؛ فنربِّيهم على الرجولة والخشونة والجهاد.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم"، فليس كل ما يتمنَّاه الأبناء نلبِّيه على الفور، بل نعينهم على أن يتخلَّوا عن بعض ملذَّاتهم بنية الجهاد والتقشُّف، وأن نبعدهم عن الترف؛ لأنه عدوُّ الجهاد ولأن الترف تلفٌ للنفوس البشرية، وأن تكون الآخرةُ همَّهم وليست الدنيا، وأن يكون المال في أيديهم لا في قلوبهم.. فماذا يحدث إذا قيل حيّ على الجهاد؟ ومن الذي سيهبُّ إلى الجهاد؟! الذي عاش عيشةً مترفةً.. أم الذي عاش حياةً جهاديةً؟!
 -
بالمقاطعة التامة قدر المستطاع للبضائع اليهودية والأمريكية وكل من عادى الإسلام؛ حتى لا نساهم في قتل إخواننا في فلسطين، وحتى نضعف اقتصاد عدوِّهم، وأن يقوم أبناؤنا بإعطاء قائمة المقاطعة لكل زملائهم وأصحابهم وجيرانهم، ويبيِّنوا لهم حكمها الشرعي بأنها واجبٌ وفرضُ عينٍ، وهذا أقل ما نقدمه لإخواننا في فلسطين.
*
الجهاد السياسي: وذلك بالتوعية السياسية الصحيحة لأبنائنا؛ التي تُبنَى على مبادئ الإسلام وقواعده العامة الشاملة، وأن يكون الحكم بما أنزل الله، وبذل الجهد في إقامة الدولة الإسلامية، وأن كل ما عاداها باطل وزائل رغم الهجمات والمخططات الاستعمارية الشرسة في بلاد المسلمين، وأن المرجعية في الأمور كلها لله.. قال تعالى: ﴿وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ (المائدة: من الآية 49), وأن يعيشوا في الأحداث التي حولهم ويعرفوا حال المسلمين وما آلوا إليه ويفهموا ما يحدث في فلسطين والعراق و.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
-
 توجيه الشباب بأن يعيدوا ترتيب أولوياتهم وفهمهم، وأن يشاركوا بمشاركاتٍ إيجابيةٍ في هذه القضية، ويستفيدوا من الحاسب والنت بتبليغ الآخرين بالفهم الصحيح الذي يغيب عن كثير من الناس، وكذلك بالمشاركة في المسيرات التي نظهر فيها تأييدنا لإخواننا وغضبتنا لله على من عاداهم وحث الناس على مساندتهم.
*
الجهاد القتالي: وإن كان غير موجود عندنا الآن، لكنه في حالة الاحتلال أو الغزو الأجنبي لا بد منه، وإن كان على أي أرض مسلمة، كذلك بذل الجهد للوقوف أمام كل طاغوت يقف عقبةً دون حكم الله ونشر دعوته، فإذا استشعر الأبناء المفهوم العام عن الجهاد وعلموا أنواعه وكانت نياتهم لإعلاء كلمة الله؛ اندفعوا بكل عزم لنصرة دين الله.
 -
كما نذكِّرهم بمواقف بطولية للصحابة رضي الله عنهم ليتأسّوا بهم مثل ما حدث في أُحد؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ردَّ من استصغر سنهم مثل رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافع لأنه يحسن الرماية فبكى سمرة، وقال أجاز الرسول رافع وردني مع أني أصرعه؛ فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فأمرهما بالمصارعة فغلب سمرة رافع فأجازه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولقد ربَّى الصحابة رضوان الله عليهم أبناءهم؛ حيث لا يعرفون تكاسلاً ولا تثاقلاً إلى الأرض، فقد كان أبناء الصحابة يقفون على رؤوس أصابع أرجلهم حتى يوافق الرسول على إخراجهم للجهاد حتى ينالوا الشهادة الأخروية التي لا تعادلها شهادة في الدنيا على الإطلاق.
وفي أيامنا هذه نسمع عن أعمال بطولية استشهادية في شباب الانتفاضة؛ مثل الشاب إسماعيل عرفات الذي استُشهد عن ثمانية عشر عامًا، وأيضًا ابن الشهيد نزار ريان الذي استُشهد في عملية اقتحام مغتصبة عن سبعة عشر عامًا، وأمثلة كثيرة..، كذلك قصة محمد الفاتح وعمر المختار وأسد عين جالوت وصلاح الدين.
-
تحفيظ أبنائنا سور الأنفال والتوبة والأحزاب وآيات أخرى عن الجهاد، مع شرحها، وذكر سبب نزولها والمواقف الشجاعة التي وقفها الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر والخندق وحنين و.. فتتحرك المشاعر في نفوس الأبناء، وتجعل منهم شجعانًا لا يخشون في الله لومة لائم بل ويتمنون الشهادة.
 -
إسماعهم الأناشيد الحماسية والجهادية وعن الشهادة، ونحبِّبهم في الشهادة في سبيل الله، ونبيِّن لهم ثوابها وفضلها وأجرها بل ونتمناها نحن قبلهم وندعو لأنفسنا ولهم بأن يرزقنا الله الشهادة في سبيله (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.(
-
تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفوس الأبناء؛ بأن يؤمن إيمانًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعت على أن يضرُّوه بشيء لم يضرُّوه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وأن الله سبحانه هو النافع وهو الضار والمعزّ والمذلّ، وهو على كل شيء قدير.
* هكذا إذا خطونا الخطوات السابقة وطبَّقناها مع أبنائنا حتى إذا بلغوا سن الشباب ونادى المنادي: حي على الجهاد سينطلقون إلى ميادين العزة والكرامة مجاهدين، لا يخشون أحدًا إلا الله، لا يتخلفون حتى تُرفَع راية الإسلام، عندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.. اللهم آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق