الخميس، 29 نوفمبر 2012

كيف نربي أبناءنا على الجهاد؟!


أشبال.. الجهاد طريقنا لعزة الأمة

في ظل هذه الأحداث التي نحن بصددها هذه الأيام، وما نراه من تخاذل العالم أجمع وخاصةً الدول العربية والإسلامية تجاه إخواننا في البلاد الإسلامية المحتلة وبخاصةٍ ما يحدث في غزة.. كل هذا يجعلنا نفكِّر ما هو دورنا؟! وما هي الوسائل أو أنواع الجهاد التي يمكن أن نشاركهم فيها؟!
فقد سبق أن تحدثنا عنها، وهي السلاح الإيماني؛ بأن نكون على يقين بنصر الله للمؤمنين، وإصلاح أنفسنا وأبنائنا، والدعاء لهم بالنصر، ثم السلاح الإعلامي بفهم، وشرح القضية على الوجه الصحيح، ثم السلاح الاقتصادي بالمقاطعة وجمع المال للجهاد.
والآن أكاد أسمعك تسألين: وكيف أربي أبنائي على الجهاد؟!
في الحقيقة نحن لا نربي أبناءنا على الجهاد فجأةً، ولكن الأصل أننا نربيهم على الإسلام الصحيح الشامل الكامل، وما فيه من معانٍ عظيمة من إخلاص وتقوى وبذل وتضحية وصبر ومصابرة وإصلاح النفس مع التطبيق الفعلي ومتابعتنا لهم، وأن يكون همُّهم هو الله ورسوله والدار الآخرة وليس الدنيا؛ فهي لا تساوي جناح بعوضة عند الله.. عندئذٍ تتعمَّق في نفوسهم روح المجاهدة، فعسى الله أن يستعيد بجهادهم عزَّ الإسلام والمسلمين.
ولكي نصل إلى هذا لا بد من:
1
- أن نُشعِر أبناءنا بعزة الإسلام وأنه لا بد أن نحقِّقها كما كانت، وهذا لا يكون إلا بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام لإعلاء كلمة الله؛ لقول الله تعالى ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (المنافقون: من الآية 8) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الجهاد ماضٍ ليوم القيامة"، وقول الإمام العادل عمر بن الخطاب: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فمهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"، ويكفي أمة الإسلام فخرًا وشرفًا أنها خير أمة؛ قال تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 11( , إن لم نكن عظماء على الأرض فلنكن شهداء تحت الأرض.
2
- إفهام الأبناء أن هناك أنواعًا للجهاد في سبيل الله؛ منها:
*
الجهاد التعليمي: وذلك ببذل الجهد في التعليم العلمي والتكوين الإسلامي، علميًّا وفكريًّا وثقافيًّا، والتصور الصحيح للإسلام.. قال تعالى ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ﴾ (التوبة: من الآية 122)، وأن ينووا بعلمهم نفْعَ الإسلام والمسلمين ولا يكتموه عن أحد؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سأل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة" (رواه أبو داود والترمذي.(
*
الجهاد الدعوي: علينا أن نحثَّ أبناءنا على التناصح مع أصحابهم، وإرشادهم إلى الخير، ودعوتهم إلى الإسلام الصحيح، كلٌّ على قدر سنِّه، مع الاستدلال بالآيات والأحاديث.. قال تعالى: ﴿َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ﴾ (التوبة: من الآية 71)، فهذا استشعارٌ للمسئولية بأداء هذا الواجب، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "نضَّر الله امرأ سمع مني شيئًا فبلغه كما سمعه، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع" (رواه الترمذي)، وأيضًا: "من دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" (رواه مسلم)، وقال أيضًا: "إن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، والجهاد الدعوي هذا يكون متلازمًا مع إصلاح النفس (أصلِح نفسك وادعُ غيرك.(
*
الجهاد المالي: وذلك:
 -
بالإنفاق لأجل إعلاء كلمة الله، ويعتبر ذلك أساسيًّا جدًّا؛ لأن بالمال يكون الجهاد التعليمي والدعوي والسياسي، فلو أَخرَجْنا نحن من أموالنا وعوَّدنا أبناءنا على أن يُخرجوا أيضًا من مصروفهم جزءًا للجهاد وأن نجعل في البيت صندوقًا للجهاد أو للأقصى.. قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ﴾ (التوبة: من الآية 111), ﴿وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (التوبة: من الآية 41)، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من أنفق نفقةً في سبيل الله كُتبت له سبعمائة ضعف" (رواه الترمذي)، وقال أيضًا "من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيًا في أهله فقد غزا" (رواه الستة إلا مالكًا).
فمثلاً هناك بعض الأسر توقَّفت عن شراء الفاكهة، وجعلت ثمنها في صندوق فلسطين، وقد تبرَّعت فتاة بالشبْكة الذهبية لصندوق الأقصى بعد استئذان خطيبها، وهكذا أمثلة كثيرة.
وحتى نربي أبناءنا على الجهاد لا بد أن يعيشوا حياةً جهاديةً؛ فنربِّيهم على الرجولة والخشونة والجهاد.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم"، فليس كل ما يتمنَّاه الأبناء نلبِّيه على الفور، بل نعينهم على أن يتخلَّوا عن بعض ملذَّاتهم بنية الجهاد والتقشُّف، وأن نبعدهم عن الترف؛ لأنه عدوُّ الجهاد ولأن الترف تلفٌ للنفوس البشرية، وأن تكون الآخرةُ همَّهم وليست الدنيا، وأن يكون المال في أيديهم لا في قلوبهم.. فماذا يحدث إذا قيل حيّ على الجهاد؟ ومن الذي سيهبُّ إلى الجهاد؟! الذي عاش عيشةً مترفةً.. أم الذي عاش حياةً جهاديةً؟!
 -
بالمقاطعة التامة قدر المستطاع للبضائع اليهودية والأمريكية وكل من عادى الإسلام؛ حتى لا نساهم في قتل إخواننا في فلسطين، وحتى نضعف اقتصاد عدوِّهم، وأن يقوم أبناؤنا بإعطاء قائمة المقاطعة لكل زملائهم وأصحابهم وجيرانهم، ويبيِّنوا لهم حكمها الشرعي بأنها واجبٌ وفرضُ عينٍ، وهذا أقل ما نقدمه لإخواننا في فلسطين.
*
الجهاد السياسي: وذلك بالتوعية السياسية الصحيحة لأبنائنا؛ التي تُبنَى على مبادئ الإسلام وقواعده العامة الشاملة، وأن يكون الحكم بما أنزل الله، وبذل الجهد في إقامة الدولة الإسلامية، وأن كل ما عاداها باطل وزائل رغم الهجمات والمخططات الاستعمارية الشرسة في بلاد المسلمين، وأن المرجعية في الأمور كلها لله.. قال تعالى: ﴿وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ (المائدة: من الآية 49), وأن يعيشوا في الأحداث التي حولهم ويعرفوا حال المسلمين وما آلوا إليه ويفهموا ما يحدث في فلسطين والعراق و.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
-
 توجيه الشباب بأن يعيدوا ترتيب أولوياتهم وفهمهم، وأن يشاركوا بمشاركاتٍ إيجابيةٍ في هذه القضية، ويستفيدوا من الحاسب والنت بتبليغ الآخرين بالفهم الصحيح الذي يغيب عن كثير من الناس، وكذلك بالمشاركة في المسيرات التي نظهر فيها تأييدنا لإخواننا وغضبتنا لله على من عاداهم وحث الناس على مساندتهم.
*
الجهاد القتالي: وإن كان غير موجود عندنا الآن، لكنه في حالة الاحتلال أو الغزو الأجنبي لا بد منه، وإن كان على أي أرض مسلمة، كذلك بذل الجهد للوقوف أمام كل طاغوت يقف عقبةً دون حكم الله ونشر دعوته، فإذا استشعر الأبناء المفهوم العام عن الجهاد وعلموا أنواعه وكانت نياتهم لإعلاء كلمة الله؛ اندفعوا بكل عزم لنصرة دين الله.
 -
كما نذكِّرهم بمواقف بطولية للصحابة رضي الله عنهم ليتأسّوا بهم مثل ما حدث في أُحد؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ردَّ من استصغر سنهم مثل رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافع لأنه يحسن الرماية فبكى سمرة، وقال أجاز الرسول رافع وردني مع أني أصرعه؛ فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فأمرهما بالمصارعة فغلب سمرة رافع فأجازه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولقد ربَّى الصحابة رضوان الله عليهم أبناءهم؛ حيث لا يعرفون تكاسلاً ولا تثاقلاً إلى الأرض، فقد كان أبناء الصحابة يقفون على رؤوس أصابع أرجلهم حتى يوافق الرسول على إخراجهم للجهاد حتى ينالوا الشهادة الأخروية التي لا تعادلها شهادة في الدنيا على الإطلاق.
وفي أيامنا هذه نسمع عن أعمال بطولية استشهادية في شباب الانتفاضة؛ مثل الشاب إسماعيل عرفات الذي استُشهد عن ثمانية عشر عامًا، وأيضًا ابن الشهيد نزار ريان الذي استُشهد في عملية اقتحام مغتصبة عن سبعة عشر عامًا، وأمثلة كثيرة..، كذلك قصة محمد الفاتح وعمر المختار وأسد عين جالوت وصلاح الدين.
-
تحفيظ أبنائنا سور الأنفال والتوبة والأحزاب وآيات أخرى عن الجهاد، مع شرحها، وذكر سبب نزولها والمواقف الشجاعة التي وقفها الرسول صلى الله عليه وسلم في بدر والخندق وحنين و.. فتتحرك المشاعر في نفوس الأبناء، وتجعل منهم شجعانًا لا يخشون في الله لومة لائم بل ويتمنون الشهادة.
 -
إسماعهم الأناشيد الحماسية والجهادية وعن الشهادة، ونحبِّبهم في الشهادة في سبيل الله، ونبيِّن لهم ثوابها وفضلها وأجرها بل ونتمناها نحن قبلهم وندعو لأنفسنا ولهم بأن يرزقنا الله الشهادة في سبيله (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.(
-
تعميق عقيدة القضاء والقدر في نفوس الأبناء؛ بأن يؤمن إيمانًا جازمًا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعت على أن يضرُّوه بشيء لم يضرُّوه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وأن الله سبحانه هو النافع وهو الضار والمعزّ والمذلّ، وهو على كل شيء قدير.
* هكذا إذا خطونا الخطوات السابقة وطبَّقناها مع أبنائنا حتى إذا بلغوا سن الشباب ونادى المنادي: حي على الجهاد سينطلقون إلى ميادين العزة والكرامة مجاهدين، لا يخشون أحدًا إلا الله، لا يتخلفون حتى تُرفَع راية الإسلام، عندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.. اللهم آمين

السبت، 24 نوفمبر 2012

رسالة الى مربين الأشبال


المطلوب من مربين قسم الأشبال
إخواني الأحباب صناع مستقبل الأمة بل العالم، تمر مصرنا الحبيبة ومعها أمتنا الغالية والعالم الذي نحيا فيه بمرحلة انتقالية فاصلة غاية في الخطر .

بقلم: أدهم أبو طالب

...
نائب مسئول قسم الأشبال بجماعة الإخوان المسلمين

إخواني الأحباب صناع مستقبل الأمة بل العالم، تمر مصرنا الحبيبة ومعها أمتنا الغالية والعالم الذي نحيا فيه بمرحلة انتقالية فاصلة غاية في الخطورة تستوجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه: ماذا فدمت لمصر ولأمتي والعالم؟



فالمطلوب أن نقدم لهم النور والهداية أحبابي وإخواني فلننتقل من السكون إلى الحركة ونحن العاملين مع أمل مصر والأمة والعالم علينا دور غاية في الخطورة.



ألخصه لحضراتكم في النقاط الآتية:

1. أن يكون كل منا على قدر تحديات المرحلة ربانيًّا متجردًا لدعوته ملتفًا حول قيادته واثقًا فيها مرتبطًا بها ارتباطًا وثيقًا.

2. فاهمًا لعمل الأشبال (اختصاص القسم- الهدف العام للقسم- الأهداف التأسيسية للقسم- محاور عمل القسم).

3. مستوعبًا لخطة القسم، ويعمل على تحقيقها وتنفيذها بل قبول التحدي والعمل على تحقيق مستهدفات أعلى وأكثر مما فيها.

4. الزيادة في الصف فليتضاعف عدد المشرفين، وليتضاعف عدد أشبال الدعوة العامة وأشبال الحلقات وأشبال المجموعات.

5. قدم الإسلام للأشبال كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم إسلامنا الجميل الذي يجعلهم يحبونه ويلتفون حوله ويضحون في سبيله (يا عمير ماذا فعل النغير- أنس بن مالك- ليسوا فرارًا بل هم الكرار.... الخ).

6. اهتم بتزكية القلوب والعقول، وليس البطون (خدمات عينية ومادية) نريد أن نربيهم على القرآن وسيرة وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة والخلفاء الراشدين والقادة (خالد بن الوليد- أسامة بن زيد- صلاح الدين- محمد الفاتح.... الخ)، نريد منهم الخليفة وأستاذية العالم.

7. كن قدوة وأجعل شبلك قدوة فإذا وجد الرجل الصالح وجدت معه أسباب النجاح جميعًا.

8. نريد أن نقدم نموذجًا راقيًّا من المشرف والشبل في التعامل كل في مجاله.

9. كن عندك قدر من الوعي فلتكن موسوعيًّا في العلم موسوعيًّا في الحركة وأوجد من خلالك الأب الموسوعي والمربي الموسوعي مثل الأم التي حفظت ابنها ابن الست سنوات القرآن في شهر.

10. صل بشبلك إلى أعماق المجتمع حتى تحيه بالإسلام فالأشبال ثلث المجتمع ويؤثرون في الثلثين (الأب والأم- الأقارب- الجيران- المدرسة).

11. فلتدخل دعوة الإخوان المسلمين البيوت المصرية عبر الشبل.

12. كن أبو بصير (صحابي جليل) حول العوائق والصعوبات إلى فرص ونجاحات وإنجازات.



اعمل على أن توجد من نقسك ومن شبلك الرباني القدوة وحيًّا بالإسلام وأحي شبلك بالإسلام في المجتمع حتى يعيش مجتمعنا ومصرنا وأمتنا والعالم إن شاء الله بالإسلام.



المرحلة أحبابي صانعي المستقبل تستوجب منا العمل الدءوب وأنه ليسير على من يسره الله عليه فالداعية كالماء لا تقف أمامه حواجز ولا تمنعه من الوصول إلى هدفه عوائق.

الجمعة، 23 نوفمبر 2012

كيف نعود أبناءنا على الصلاة؟







الصلاة فريضة على كلِّ مؤمن، وأهم الأركان بعد الشهادتين، كذلك فهي أول ركن يُطالَب به الابن بعد الشهادتين، كذلك فهي أول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة، وهي صلةٌ بين العبد وربه؛ فإذا أضاعها العبد قطع الصلة بينه وبين ربه، وهي عماد الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد في سبيل الله".
ولهذا كان تعويد الطفل على الصلاة هدفًا حيويًّا في التربية الإيمانية للطفل؛ لأنه إذا صَلُحت صلاته صَلُح سائر عمله.
وهنا يجدر أن ننبه إلى أن الطفولةَ ليست مرحلة تكليف، إنما مرحة إعداد وتدريب وتعويد للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ، فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض وتنظيم أموره؛ ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من ناشئ ينشأ على العبادة حتى يدركه الموت إلا أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صدِّيقًا" (رواه الطبراني)، وأيضًا من السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "شاب نشأ في طاعة الله".
لذلِك نحب أن نلفت نظر الأم إلى أنها قدوةٌ لأبنائها في الصلاة، ومدى اهتمامها بها سيتأثر الابن بذلك
مراحل الصلاة
أولاً: مرحلة تشجيع الطفل على الوقوف في الصلاة:
مجرد الوقوف فقط؛ وذلك عندما يعي الطفل أنها صلاة ويعي بعض الأمور الأخرى ويعلم يمينه من شماله؛ فعندها يطلب منه الوالدان الوقوف معهما في الصلاة، وتقريبًا ابتداءً من ثلاث سنوات أو قبلها أو بعدها بقليل.
روى الطبراني عن عبد الله بن حبيب- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة".
ونلاحظ أن الطفل في هذا السن يحب أن يقلِّد؛ فإذا كانت أمه حريصةً على الصلاة وعلى دعائها له لوقوفه بجوارها فسوف يفعل مثل ما تفعل هي ويتعلَّم الصلاة دون جهدٍ في تعليمه لها.
ثانيًا: مرحلة قبل السابعة:
وهي مرحلة الإعداد للصلاة والتدريب عليها، وتشتمل:
 -1تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة، مثل أهمية التحرُّز من النجاسة، كالبول وغيره، وكيفية الاستنجاء، وآداب قضاء الحاجة (ذكر الدعاء، والدخول بالرجل اليسرى، وعدم الكلام، والخروج باليمنى، وذكر الدعاء بعد الخروج)، وضرورة المحافظة على نظافة جسمه وملابسه، وعلاقة الطهارة بالصلاة وما يبطل الوضوء (النوم، خروج ريح، قضاء الحاجة).
2- تحفيظ الطفل سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة؛ استعدادًا للصلاة وحتى يصليَ بها.
 -3تعليمه الوضوء وتدريبه عليه عمليًّا، كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم مع أبنائهم، ويمكن أن نبدأ معه في الصيف وهو يحب استعمال المياه دون إسراف، وأفضل من البدء في فصل الشتاء والماء بارد فيستثقل الوضوء.
 -4وقبيل السابعة نبدأ بتعليمه الصلاة وتشجيعه على أن يصليَ فرضًا أو أكثر يوميًّا، مثل صلاة الصبح قبل ذهابه إلى المدرسة وصلاة الظهر أو العصر؛ وذلك حتى لا نطالبه في سن السابعة بالفرائض الخمس جملةً واحدةً، فتندرج معه حتى يصليَ الصلوات الخمس.
 -5
تعليمه مفسدات الصلاة وسجود السهو.
ولا بد أن يُثاب الطفل على كل تقدُّمٍ في هذا المجال بالإثابة المعنوية؛ وذلك بالدعاء له بالخير أو دعوة محبَّبة له "بارك الله فيك..."، كذلك بالهدايا البسيطة.
نذكِّر بأهمية اصطحاب الطفل إلى صلاة الجمعة بعد أن نُعلِّمه آداب المسجد، ونتأكَّد من طهارته، الهدوء والإنصات..؛ فبذهابه إلى المسجد:
- يعتاد الطفل إقامة هذه الشعائر.
- يشعر ببداية دخوله في المجتمع واندماجه فيه.
6- اصطحابه لصلاة العيد؛ لما فيها من بهجة، وتعليمه التكبير وإحياء سنن الرسول صلى الله عليه وسلم في العيدين، وتعليمه كيفية صلاة العيد.
ثالثًا: مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع" (رواه الحاكم وأبو داود)
يتعلَّم الطفل هذا الحديث ويُعلَّم أنه قد بدأ مرحلة المواظبة على الصلاة؛ لهذا ينصح بعض المربِّين أن يكون يوم بلوغ الطفل السابعة من عمره حدثًا مميزًا في حياته، وقد يحتفل به البعض ببعض الحلوى وبرنامج للحفلة إسلامي، وتسمَّى حفلة الصلاة، وقد تكون بديلاً عن الاحتفال بأعياد الميلاد، كذلك يمكن عمل حفل بسيط للنجاح والتفوق الدراسي.
﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾
فلا بد أن نصبر خلال فترة الأمر بالصلاة ثم الضرب عليها، وهي ثلاث سنوات التي خصَّصها الرسول- صلى الله عليه وسلم- لتأصيل أمر الصلاة لدى الطفل؛ فعلينا أن نكرِّر طلب الصلاة من الطفل باللين والرفق والحب.
وبنظرةٍ حسابيةٍ نجد أن عدد أوامر التكرار قد تصل خلال هذه الفترة إلى (5 × 365) × 3 سنوات= 5475 مرةً، بلا يأس أو قنوط؛ فهذا الرقم الضخم يوضِّح لنا أهمية التكرار في العملية التربوية عامة؛ لأن الطفل قد لا يستجيب للأمر بسرعة، ولكن بعد فترة، خاصةً إذا كان شغوفًا باللعب، محبًّا للحركة، ويمكن قبل دخول وقت الصلاة أن ننبِّههم لها حتى ينهوا ما في أيديهم من لعب أو مذاكرة ويستعدوا للصلاة.
يوجِّه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الآباء إلى أهمية مبدأ التكرار مع الأطفال، فيقول: "عوِّدوهم الخير؛ فإن الخير عادة" فالطفل ينشأ على ما عوَّدناه عليه.
وخلال هذه الفترة يتعلَّم الطفل أحكام الطهارة والصلاة وصفة صلاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة، وسيظل الوالدان هما القدوة العملية أمام الطفل دائمًا.
رابعًا: مرحلة الأمر بالصلاة والضرب عليها:
من الضروري أن نكرِّر دائمًا في المرحلة السابقة على مسمع الطفل حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي حدَّد الضرب بعد العاشرة؛ وذلك تحذيرًا له من الانصياع وراء الشيطان.
فإذا ما أصرَّ الولد بعد ذلك على عدم المداومة على الصلاة فلا بد أن يُعاقَب بالضرب، ولكن قبل الضرب علينا أن نحبِّبه في الصلاة ونعلِّمه بفوائدها وأهميتها ونحبِّبه في الله سبحانه وتعالى الذي أمرنا بالصلاة، فإذا أصرَّ الولد على عدم الصلاة يعاقبه بالضرب، ولكن يظل الضرب مقيَّدًا بالشروط التي حدَّدها الرسول الكريم، وهو: عدم الضرب على الوجه والبطن والرأس، وعدد الضربات ثلاث ثم تكرَّر، والعصا التي يُضرَب بها... إلخ.
وإذا ما استعرضنا الخطوات السابقة، ونشأ الطفل في بيئةٍ صالحةٍ واهتمَّ والداه بكل ما ذكرناه وكانا قدوةً له في المحافظة على الصلاة، فإنه من الصعوبة ألا يرتبط الطفل بالصلاة ويحرص عليها، خاصةً مع التشجيع المعنوي والمادي والتحبيب فيها.
- وبعد العاشرة يهتم المربِّي بتعليم الولد أحكام صلاة الجماعة ومحاولة فهمهم لخطبة الجمعة، ويمكن للأب أو الأم أن تسأل ابنها بعد عودته من صلاة الجمعة عن المعاني التي وردت في الخطبة حتى ولو حديث أو أي معنى؛ حتى يصغيَ إلى الخطبة التي تليها وينتبه للمعاني التي سمعها.
- كذلك صلاة السنن، مثل سنة الفجر وركعتين بعد المغرب، ويُفهَّم أنها لجبر الفريضة، كذلك الوتْر، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يُعلِّم أنسًا- رضي الله عنه- صلاة الاستخارة رغم صغر سنه.
- الاهتمام بصلاتي الفجر والعشاء في هذه المرحلة، وتعويد الطفل على المداومة على كل الفرائض مهما كانت الأسباب، خاصةً أثناء الامتحانات، يمكن أيضًا أن يصليَ صلاة الحاجة أيام الامتحانات حتى ييسر الله له ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: 32)
تعريفه بأهمية إتقان الصلاة والخشوع فيها وعدم الالتفات، فإنه لا يُكتب من صلاته إلا ما عَقَل منها:"إن العبد إذا قام إلى الصلاة فإنه بين عيني الرحمن، فإذا التفت، قال له الرب: يا ابن آدم إلى من تلتفت إلى خير لك مني؟ ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه"؛ فقد يتأثَّر الطفل بهذا الحديث وتنصلح صلاته.
- الانتباه لهم في حسن إسباغ الوضوء، خاصةً في المكاره (البرد وما له من أجر عظيم)
- إذا كان الولد منشغلاً بشيء جدًّا بحيث إذا أُمر بالصلاة لا يتقنها بسبب انشغاله بهذا الشيء والتفكير فيه، مثل الجوع أو أي شيء فلنتركه يدرك حاجته ثم يصلي طالما أن هناك متسعًا من الوقت.
- إذا كان نعسانَ جدًّا ونام ولم يصلِّ العشاء فلينم ثم ليصلِّها عندما يستيقظ؛ ولذلك يفضَّل أن يصليَ العشاء في أول وقتها؛ حتى لا يغلبه النوم دون أن يصليَها.
- إذا كان الطفل يصلي ولكن قد يفوته بعض الصلوات ولا يصليها على وقتها فيمكن عمل جدول (ورقة محاسبة الصلاة) يوضع علامة (صح) إذا كانت الصلاة على وقتها و(خطأ) أو يسوِّد إذا لم يصلِّها في وقتها، وفي نهاية الشهر يرى منظر الورقة بيضاء أم سوداء، ويحاول تدريجيًّا تحسين منظر الورقة وحرصه على الصلاة في وقتها، مع تشجيعه بالهدايا البسيطة والمحبَّبة له.
- يمكن للأب أن يأخذ أبناءه الذكور معه عند كل صلاة في المسجد والبنات جماعة مع أمهن، بالنسبة لمَن هو أكثر من عشر سنوات، وقد يترك الولد بعض الصلوات ولا يصليها في وقتها عمْدًا، فنشرَح له أهمية الصلاة وفائدتها، وأنه يمكنه أن يستعين بها لقضاء أموره المستشكلة عليه.. ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ (العنكبوت: من الآية 45)، ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ﴾ (البقرة: من الآية 45)، وأن يُشكر الله على قضاء حوائجه (سجدة شكر)
- إذا فاتته الصلاة ناسيًا فليصلِّها عند ذكرها، وإن فاتته تكاسلاً فلنعلِّمْه إخراج صدقة من مصروفه ولو بسيطة مع الاستغفار "وأتبع السيئة الحسنة تمحها".
على الوالدين أن يتفقا على الخطوات السابقة ويتعاونا معًا ليكونا قدوةً للطفل في كل لحظة.
وأخيرًا.. فلنكثر من دعاء إبراهيم عليه السلام ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ (إبراهيم: من الآية 40).. آمين.

الخميس، 22 نوفمبر 2012

دور المربي والطفل تجاه القضية الفلسطينية





أولاً: المربي:-
* تنمية معرفته عن فلسطين (جغرافيًّا، تاريخيًّا.. إلخ(.
* تنمية معرفته عن الصهاينة المعتدين، وأنهم أشد الناس عداوةً لنا.
* أن يعلم مكانة بيت المقدس عند المسلمين.
* أن يعلم فرضية تحرير فلسطين وبيت المقدس.
* اقتناء كل ما يخدم هذه القضية من كتيبات ومطبوعات وإصدارات.
* أن يجيد توصُّل ما يُعرف عن القضية للطفل.
* أن يكون قدوةً في الاهتمام والمقاطعة والتبرع.
ثانيًا: الطفل:-
* ربطه عقائديًّا بالمسجد الأقصى وفلسطين.
* أن يربَّى على فرضية تحرير المسجد الأقصى وفلسطين على المسلمين.
* معرفته بواقع فلسطين جغرافيًّا، وتاريخيًّا، وسياسيًّا.
* تعريفه بحق إخوانه في فلسطين عليه.
* تنمية معرفته عن الصهاينة، ويربَّى على كرههم وعلى أنهم أشد الناس عداوةً لنا.
* أن يعرِّف زملاءه وجيرانه وأقاربه وأهل بيته بالقضية.
* أن يتبرَّع بجزءٍ من مصروفه اليومي، ويجمع من زملائه وأقاربه تبرعات لفلسطين.
* مقاطعة كل ما هو يهودي أو أمريكي، ودعوة غيره للمقاطعة.
* إعداده روحيًّا بصلاة الفرائض في جماعة، وقيام الليل والدعاء.
* إعداده بدنيًّا بممارسة التمارين الرياضية.
* تربيته على الشجاعة وحب الجهاد.
* تعريفه بعوامل النصر والهزيمة.
* تعويده على صيام يومٍ في الأسبوع.
* معايشته للقرآن قراءةً وحفظًا، وفهمًا وتطبيقًا.
* مشاركته في دورات رياضية بأسماء مدن أو شهداء فلسطين.
* عمل رحلات لتنمية قدرة التحمُّل لديه.
* عمل مؤتمرات خاصة بفلسطين ومشاركته فيها.
* مشاركته في مسابقاتٍ ثقافيةٍ وبحثيةٍ خاصةٍ بفلسطين.
* إرساله رسالة خاصة بفلسطين إلى إحدى المجلات أو الصحف (مرة أسبوعيًّا(.
* مشاركته في الإذاعة المدرسية بأخبار أو أناشيد عن فلسطين.
* حفظه وترديده أناشيد عن فلسطين.
* مشاركته في المهرجانات والاحتفالات الخاصة بفلسطين.
* عمل مزاد من منتجات وممتلكات الأطفال لصالح فلسطين.
* اقتناء حصالة فلسطين والألبوم وتفعيلهما.
* مشاركته في توزيع الألبوم والحصالة؛ للتعريف بالقضية وجمع التبرعات.
* عمل كشكول صور ومعلومات لزيادة الاهتمام والوعي بالقضية.
* اختيار أحد إخوانه في فلسطين كقدوةٍ بطوليةٍ.. يعرف المعلومات المتاحة عنه، ويحمل صورته في محفظته، ويعلِّقها على كراساته وكتبه، ويعلِّقها على مكتبه.
* أن يكون على يقينٍ من نصر الله لدينه على الباطل الصهيوني