الخميس، 26 سبتمبر 2013

كيف يسود الحب والود بين أبنائك ؟؟


ما هي نقاط العداء بين الأبناء؟ وكيف نستطيع أن نقتلعها من صدورهم، ونزرع مكانها أشجار الحب والوئام؟ أي كيف تجعل ابنك يطبع قبلة على وجنتي أخيه بدل أن يوجه إليه الضربات؟ 
الجواب: تستطيع أن تقتلع جذور التباغض والعداء من بين أبنائك إذا ما عملت بهذه الوصايا التالية:
أولاً: اعرف متى تطبع القبلة وتوزع الحب. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((فهلاً واسيت بينهما؟)).
إذاً.. لا تنس في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك، أو تضمه إلى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، لا تنس أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا.. فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد أبنائك في محضر إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضاً، وإن لم تفعل ـ بالخصوص إذا كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه ـ فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم وقد أكد الاسلام على هذه المسألة الحساسة، وأعار لها انتباهاً ملحوظاً.
والمطلوب ـ في الحقيقة ـ إقامة العدل بين الأبناء سواء في توزيع القبلات أو في الرعاية والاهتمام بشكل عام.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)).
وتحضرنا هنا بعض الأسئلة حول وضع الإخوة في الأسرة:ـ هل الأطفال الأصغر دائماً يحمون حماية زائدة؟
ـ وهل الأطفال الأكبر يجدون قبولاً أكبر أو أقل عندما يأتي أطفال آخرون؟
ـ وهل يكون المولود الأول مفضلاً دائماً؟
ـ وما مركز الابن الأخير والابن الوحيد؟
ـ كيف يكون موقع الابن الجميل والابن القبيح؟
ـ هل هناك تفاضل بين الأبناء وعلى أي أساس يقوم؟
ـ على أساس الجمال، أم على أساس التقوى والعمل الصالح؟
ـ وإذا كان هنالك من تفاضل.. كيف يجب أن يتم إشعار الأبناء به؟
يجيب على بعض هذه الأسئلة أحد الباحثين التربويين فيقول: ((عندما يولد الطفل الثاني، ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب، بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد، والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً ووزناً.
وكلما كبر أدرك أنه اصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية: نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالحة للاستعمال إلا قليلاً.
والذي يزيد الطين بلة، ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موضع رعاية جديدة من الوالدين، فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه.
وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيباً جديداً بين الإخوة، ويصبح طفلاً أوسط. وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجماً من الأمام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر).
أما عن الطفل الأخير في الأسرة، فإن مركزه تحدده العوامل التالية نجد أولاً: أن هنالك اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات، وميلاً لإطالة مدة الطفولة، لأن الوالدين ـ حينئذ ـ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدوداً.
وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و (دلال) الوالدين أو من أحدهما، وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته وتذكرنا أمثال هذه الحالات بقصة يوسف عليه السلام، وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد)).
وبالنسبة إلى مسألة التفاضل، نجد أن بعض الآباء يزدادون حباً وعطفاً على أحد أبنائهم دون إخوته اللآآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير، وإنما لأنه الأفضل نشاطاً وعملاً وخدمة لوالديه.
هنا لا بأس بهذا التفاضل إذا ما كان سراً، ولكن حذار من الطريقة السلبية التي يتم إشعار الإخوان بها. 
والطريقة السلبية ـ التي يجب اجتنابها ـ هي: أن يقول الأب لأبنائه ـ على سبيل المثال ـ : لا بارك الله فيكم إنكم جميعاً لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان!! أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه وأخواته.
بينما الطريقة الايجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه، أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: إني على ثقة من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك ـ يا أبنائي ـ أن لكم قسطاً من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال.

بالطبع ـ عزيزي القارئ ـ إنك وجدت الفارق بين الطريقتين، ففي الطريقة الأخيرة تجد أن الأب يحاول إعطاء التفاضل لأحد أبنائه بصورة فنية دون أن يحرك مشاعر الحقد والحسد في صدور أبنائه الآخرين، تجاه ابنه المتميز لديه، بل بالإضافة إلى ذلك فهو قد دفع أبناءه إلى تقليد أخيهم الصالح عبر إعطائهم الثقة في الوصول إلى مرتبته، وبصورة هادئة وحكيمة.
والتفاضل هنا لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقاً أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميز طعاماً أكثر أثناء وجبة الغذاء أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، لا.. إن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.
إذاً.. إن آخر ما نريد قوله في هذا الباب هو: المطلوب مزيد من الانتباه إلى هذه الملاحظة الهامة والتعرف ـ جيداً وبحكمة ـ على كيفية توزيع الحب بين الأبناء.
ثانياً: بيّن أهمية الأخ لأخيه. إذا كنت ترغب في أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه، وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه.
إذاً.. فالأخ هو المساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضاً في قصة النبي موسى حينما قال: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري).
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه، وبالتالي قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.
ثالثاً: اسق شجرة الحب بينهم.. 
الأب الناجح في التربية هو الذي يجسم المحبة بين أبنائه ويقوم باروائها وسقيها كل وقت. وتسأل: كيف يتم ذلك؟ والجواب يأتيك على لسان أحد الآباء، وهو يسرد تجربته مع أبنائه، حيث يقول:
لقد رزقني الله (عز وجل) الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله (تعالى) كثيراً على ذلك. وكما هو الحال عند كل الأطفال، أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه، كما يشعر الانسان تجاه منافسيه، كان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضى، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول: لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟ وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده. لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع. فكرت بالأمر ملياً حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها إلى ميدان التطبيق، حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة، ووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع، ثم جئت بولدي الأكبر وأفهمته بالطريقة التي يفهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيراً وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة، ثم أمرته بأن يأخذها منه، فأخذها وهو فرح مسرور لا يخامره أدنى شك في ذلك. ومنذ ذلك اليوم لم أترك العملية هذه، حيث أوصيت زوجتي بأن تقدم أكثر الأشياء التي تريد تقديمها لوليدنا الأول أن تقدمها باسم الصغير وعبره، مثلما فعلت أنا في بادئ الأمر. وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حباً لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء وقال له مازحاً إنني سأسرق أخاك منك!
كان ذلك بالنسبة للأطفال الصغار، بينما السؤال الآن: كيف نزرع الحب بين الأبناء الكبار؟
تستطيع أن تحقق ذلك عبر الطرق التالية:الطريقة الأولى: ادفع أبناءك ليقدم كل واحد منهم هدية لكل أخ من إخوانه، سواء عبر إبلاغ كل واحد منهم بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيههم إلى القيام بهذا العمل بطريقة غير مباشرة، أو من خلال الطريقتين معاً، وإن كان نفضل الطريقة غير المباشرة.
الطريقة الثانية: ادفع أبناءك للتزاور والتواصل بينهم فإنه ليس هناك شيء يمتن العلاقة والحب بين الإخوان مثل الزيارة.والجدير بك أن تعلمهم الأحاديث الشريفة ا حتى تدفعهم ذاتياً للقيام بالتزاور فيما بينهم
الطريقة الثالثة: ادفعهم إلى المصالحة والمعانقة فيما بينهم.
رابعاً: اقض على الظلم والحسد فيهم. ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلعها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والأخاء.ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد.
فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض، ويمارسون الظلم وفي صدورهم يعشعش الغل والحسد، حينئذ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء.
ترى كيف يمكن أن يحب الصغير أخاه الكبير، وهو يقاسي من مرارة ظلمه وعدوانه.
إن وجدت الكثير من الأبناء يمارسون أقسى أنواع الظلم بحق إخوانهم وأخواتهم فهم يمارسون الضرب القاسي، ويسلبون حقوق الإخوان في الأكل والمنام والملبس وكل شيء.
وأحياناً كثيرة تجد أن الأخ الأكبر في العائلة يصبح مستبداً إلى آخر حد، يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح، وكأنه سلطان جائر.
هنا لا بد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم، وإلا فإن الأبناء ـ كلهم ـ سيصحبون على شاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشاً ضارية، تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.
وهكذا الأمر تماماً بالنسبة للحسد، فالأبناء الذين ينامون على وسائد الحسد ويلتحفون بلحاف الحقد والضغينة، وتنمو في صدورهم أعشاب الغل، هؤلاء الأبناء يعيشون حياة ضنكاً، لا تجد للمحبة أثراً فيها.
فالحسود بطبعه يبغض الآخرين، ويكنّ لهم الحقد والكراهية، ولربما تسول له نفسه القضاء على من يحسده، كما فعل قابيل بأخيه هابيل من قبل.
من هنا، فإذا ما كنت تريد أن يسود الحب والود بين أبنائك، فلا مناص م رفع أي بوادر سيئة مثل الظلم والحسد من بين أبنائك.. بل ولا بد أن تقتلها وهي في المهد قبل أن تترعرع وتكبر.
خامساً: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات. هنالك بعض الأبناء لا يعرفون طريقاً لحل المشكلات غير طريق المشاجرة والاشتباك الحاد، وكأنهم أعداء وليسوا إخواناً!
ترى.. لماذا لا ينتهجون سبيل الحوار الهادئ بينهم؟
بالطبع إن السبب يرجع إلى الوالدين فهما المسؤولان عن خلق الأجواء والعادات والتقاليد في العائلة.
لذلك.. من المفترض أن لا ينسى الآباء تعليم أبنائهم عادة الحوار والتفاهم الرزين بدل أسلوب المناقشات العصبية والمشاجرات الصاخبة.
والمسألة لا تحتاج إلى فلسفة وتنظير، إذ يكفي لأحد الوالدين أن يستوقف أبناءه، في حالة حدوث أول صراع كلامي ويبدأ يحل لهم المشكلة بالتفاهم والسؤال الهادئ.
ونضرب مثالاً على ذلك: كثيراً ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة، ويبدأ كل منهما يجر اللعبة. هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى ولديه، ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل، مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة.. واحداً بعد واحد.
وهكذا على أي حال فالمهم أن ينهي المسألة بالتفاهم وبمرور الزمن يتعلم الأولاد هذه العادة الحسنة في حل أي مشكلة تطرأ لهم، فيقضون بذلك على أي سبب للخصام قبل أن يفتح عينه للحياة.
سادساً: عرفهم.. حقوق الإخوان. 
وهذه الحقوق ((للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقاً، لا براءة منها إلا بأدائه، أو العفو:
يغفر زلته، ويرحم عبرته (إن من واجب الأخ تجاه أخيه أن يخفف عنه حزنه ويهون عليه رزيته)، ويستر عورته (إذا رأى بادرة سيئة من أخيه، أن يسترها ولا ينشرها)، ويقيل عثرته (من صفات المؤمن، أن يمتلك قلباً كبيراً وصدراً رحباً يستوعب بها عثرات إخوانه)، ويرد غيبته، ويقبل معذرته.. (يقول علي رضي الله عنه :اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له ذعر فالتمس له عذراً)، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعوده في مرضه، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويحسن جيرته، ويكافئ صلته، (فإن قدم له خدمة فلا بد أن لا ينساها حتى يقدم له خدمة مماثلة)، وأن يشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته (زوجته)، ويقضي حاجته، ويستنجح مسألة (أي يسعى لنجاح مسائله بأي شكل كانت وفي أي مجال)، ويسمت عطسته (فإذا عطس الأخ ـ أو أي أحد من الجالسين ـ لا بد أن يقول له الانسان: ((يرحمك الله)) ويدعو له)، ويرشد ضالته، ويطيب كلامه (أي يقول له: طيب الله أنفاسك)، ويوالي وليه (أي يصادق صديقه)، ولا يعاديه (لا يصبح عدواً لصديق أخيه)، وينصره ظالماً ومظلوماً (فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه)، ولا يسلمه (لا يتركه فريسة عند العدو، ولا يتجاهله عند الخطر)، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسهن ويكره له ما يكره لنفسه)).

بعد أن يكون أبناؤك قد تعلموا هذه الحقوق وأدوها تجاه إخوانهم ـ حينئذ ـ لا تخش على نور الحب أن ينطفئ بينهم، بل وكن على أمل كبير من ازدياد شعلة الحب والمودة بصورة مستمرة ودائمة.

الجمعة، 14 يونيو 2013

10 خطوات لتحبيب ابنتك فى الحجاب


الطيبون يحبون حجاب ابنتهم , ويحرصون على سترهن وتحبيبهن في الطاعات والصالحات , لكن بعضهم قد يخطىء في طريق ذلك فيستخدم العنف أو يتهاون فيه فيتساهل .. وكلا الأسلوبين يحتاج إلى تقويم ,من أجل ذلك أختصر لك عشر طرائق عملية لتحبيب ابنتك في الحجاب ليس بينها الضرب ولا الضغط ولا الصراخ .. ولسنا بحاجة أن نقول إن هذه الخطوات يمكن أن يقوم بها الأب والأم معا أو منفردين .. ويمكن أن تتشارك الأسرة كلها فيها ..

1- ابدأ مع ابنتك منذ الصغر ولا تنتظر حتى تكبر فتأمرها بالحجاب , فإنك إن انتظرتها حتى تكبر تكون قناعاتها قد بدأت في التبلور ومن ثم يصعب عليك إيصال ما تريد خصوصا إذا خالف هواها , ولتتبع التدرج في ذلك – لأنها لاتزال طفلة صغيرة -

2- اظهر الإعجاب بالحجاب , فتحدث عنه كثيرا أمامها بإعجاب , وقل إنه " وقار " وأنه " يضفي بهاء ونورانية على الفتاة .. وأن لابسات الحجاب يدللن بمظهرهن على حسن التربية وحسن النبت الطيب

3- أخبرها بأنه أمر الله , وأعلمها أنها ستفعل هذا العمل لله وحده وليس للناس وان الله يراها في كل وقت وحين , وعرفها بأن الله يرضى عن المرأة المستورة المنفذة لأمره سبحانه , واقرئها آيات الحجاب من القرآن الكريم , وأكد عليها في الحديث عن إرضاء الله سبحانه

4- اعرض لها النماذج المحجبة الناجحة الوقورة الفاضلة , ابتداء من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحات من بعدهن ثم الصالحات من الأجيال التالية ثم الناجحات في هذا العصر من النماذج المتميزة

5- قارن لها بين تلك النماذج السابقة وبين الأخريات السافرات اللاتي لا يخضعن لأمر الله وكيف أن سفورهن تسبب في سقوطهن في المهالك

6- حدثها عن سلوك المرأة الصالحة , وعن ثواب الالتزام بالعمل الصالح , وجزاء النساء الصالحات , وكيف أن المرأة الصالحة تكون دوما سببا في الخير والهداية لبنات جنسها .

7- احرص على أن تصاحب ابنتك الفتيات الصالحات المحجبات المحتشمات , ولا تتركها بين السافرات الغافلات , فإنها ستتشرب الخير من أهل الخير

8- اجعل لابنتك من أمها قدوة صالحة فيما يخص الحجاب والستر , واجعل لها مع أمها جلسات خاصات بالحديث عن الحجاب وكيف تحجبت , وحكايات الحجاب للفاضلات في ذلك

9- اجعل أمها تصطحبها للقاءات الخير ودروس العلم وحلقات القرآن في المساجد , إذ ينبغي أن تكون محجبة أثناء ذلك كله ومن ثم تتدرب على ذلك وتحبه وتتعود عليه

10- استخدم الهدية والمكافأة التشجيعية على ارتدائها التحشم والستر والحجاب , وعرفها أن المكافأة الكبرى إنما هي من الله سبحانه وأنها الجنة العالية

الأربعاء، 12 يونيو 2013

قبل أن يغازلها الآخرون

فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسًا خاصًا بهم، أو أن لهم ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية، إنه يبتسم أحيانًا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يومًا كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما يحسب لها أنها حريصة جدًا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة وكذلك الحياء.
لقد كان ينتابها شعور أحيانًا بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر، فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية، فتعرفت على شيء اسمه الحب فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية ذات الجفاف العاطفي.
دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلاً:
- نعم.
- أهلا بهذا الصوت العذب.
- من أنت؟ وماذا تريد؟!
- أنا شاب مهموم و...
أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه، وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!
ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!
اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه..الخ القصة
نعم إنها قصة مكرورة ومعروفة، لكن هل التمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟
وهل فكرنا في أن نطرق أسبابًا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على الشباب والفتيات؟
ألم نفكر يومًا في دورنا نحن في القضية، وما هي الأساليب التي كانت سببًا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك شياطين الإنس؟
لست أزعم هنا أنني سأتعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط.
إنه الجفاف الصحراوي في عواطفنا نحو أبنائنا.
ألم يكن من الممكن أن نتعامل مع أبنائنا ذكورا وإناثا بشيء من العاطفة والمديح في جوانب يستحقون المديح فيها، حتى لو كانت في المظهر؟
إنَّ شيئًا من الثناء على من يُنَشَّأ في الحلية (البنت) في شعرها أو قسمات وجهها أو ثوبها كفيل بأن يلبي رغبة هذه الفتاة في العاطفة، ويجعلها أكثر نفورًا من الأصوات المبحوحة التي تريد إلقاءها في شرك الغزل، والشيء نفسه نقوله في التعامل مع الأولاد.
دخلت فاطمة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام إليها، وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا، تأمل قليلا:
قام إليها .. قبَّلها .. ولم يقل لها قبلي رأسي!! بل أجلسها مكانه.
وفي موضع آخر يذكر عليه الصلاة والسلام أنها بضعة منه، يريبه ما يريبها، يقوله أمام الناس.
ولما رغبت في الخادم ولم تجده عند عائشة جاء إليها بعدما علم بخبرها، وتأمل معي قليلاً كيف دخل وكيف جلس: حيث جلس بينها وبين زوجها علي رضي الله عنهما حتى أحسا برد أصابعه، ثم قال لهما بأسلوب رقيق: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ سبِّحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وكبراه ثلاثا وثلاثين". أو كما ورد.
كما أنه عليه الصلاة والسلام يجعل عائشة رضي الله عنها تنظر إلى صبيان الحبشة في المسجد يلعبون من وراء ظهره، فلا يتركها حتى تكون هي التي تطلب ذلك.
ثم هو يقبل الصبيان، ويحملهم في الصلاة، وفي الخطبة أمام جماهير المصلين!! ويلعب معهم ويخرج لسانه لهم و...الخ.
كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم.
وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن.
وإن مثل تلك الفتاة التي تحدثنا عنها آنفا كثير، ممن تعيش في بيتٍ أهلُه صالحون، لكن لها رفيقات يزيِّنّ لها محادثة الشباب، ثم إذا سمعت صوت الشاب فرحت بذلك، لأنها لم تسمع يوماً كلمةً عاطفيةً من أبيها، واستساغت سماعها من الغريب قبل القريب.

الأحد، 31 مارس 2013

نمو الطفل العاطفى والحركى



بدأ نبيل (سنتان ونصف السنة) يعبّر عن مشاعره ويقوم بحركات يقصد منها إضحاك من حوله، يرمي مثلاً الكرة نحو الثريا بقصد رؤية رد فعل جدّته وهي تحذره من إسقاط حبّات الكريستال ليطلق العنان لضحكاته.
لقد بدأ نبيل يدرك قدراته الذاتية وما يستطيع أن يفعله وكيف يعبّر رغم أنه لا يجيد الكلام بعد. إنه التطور الطبيعي لكل طفل، فهو بدأ يتطور عاطفيًا وحركيًا وعقليًا.
وفي المقابل كثيرًا ما نسمع أمًا تسأل كيف يمكن مساعدة طفلي في نموّه الفكري والجسدي؟
يجيب الإختصاصيون أن على الأهل أن يدركوا ويقتنعوا أن كل طفل فريد من نوعه، لذا فما ينطبق على أحد أبنائهم قد لا ينطبق على أخيه أو أخته، وبالتالي فنموّه العاطفي الحركي والعقلي يتطور بحسب إيقاعه الخاص.
ولكن يمكنهم المساهمة في تطور هذه الملكات من خلال توطيد العلاقة بأطفالهم، مثل إشعاره بالراحة واللعب والتعلّم.
فهذه الطريقة في التقرب تعزز الإندماج بسهولة مع روتين الحياة اليومية في العائلة.

مظاهر التطوّر العاطفي والحركي والذكائي عند الطفل بين الثانية والثالثة
- ماذا نعني بالنمو العاطفي في هذه السن؟
يحدد التطوّر العاطفي قدرة الطفل على إظهار المشاعر المختلفة و تعلّم السيطرة عليها، بدءًا من الشعور بالحزن وصولاً إلى الشعور بالسعادة، عابرًا بالغضب.
ومع مرور الوقت يبني الطفل تقويمه الذاتي ويظهر المشاعر الأكثر عمقًا مثل الفكاهة، والتعاطف ومقاومة الضغط، وإعلان الأنا، وإدراك مشاعر الآخرين، والقدرة على مواجهة الحياة.
بين الثانية والثالثة
يعترض على تغيير في روتين يومياته مهم جدًا بالنسبة إليه. يفهم ما يشعر به الأطفال الآخرون ويتفاعل معهم. يبدأ الشعور بالراحة تدريجًا عندما يكون مع غرباء يتعرّف إليهم للمرة الأولى. مثلاً إذا استقبل أهله أقارب يراهم للمرة الأولى. يريد أن يصبح مستقلاً يدبّر أموره ولكنه يخاف من التجارب الجديدة. يسعى إلى نيل رضى الآخرين وتشجيعهم.
خطوة خطوة يبدأ بـ
شرح كيف يشعر عندما تطلب منه والدته ذلك. يفهم تدريجًا كيف يشعر الأطفال الآخرين وبمقدوره مناقشة مشاعرهم. يصبح متحمسًا لفكرة القيام بنشاط قام به في السابق، مثلاً تحضير قالب حلوى مع والدته. يشتاط غضبًا عندما يعاكسه أحد أو يغيظه. يطلب أحيانًا قراءة قصة له كي تساعده والدته في تخطي مخاوفه. مثل خوفه من الأشباح.


- ماذا نعني بالتطور الحركي للأعضاء الدقيقة؟
يعني تطور حركة الأعضاء الدقيقة عند الطفل أنه بدأ يستعمل عضلاته الصغيرة أي الأصابع واليدين ليقوم بحركة معينة بهدف تناول شيئ أو الإمساك بشيئ أو استعمال أشياء صغيرة. فهو في هذه السن
يمسك القلم بشكل جيد عندما يريد الكتابة. يتمرّن على رسم دوائر ونقاط وخطوط صغيرة وحلزونية. يقص الورق بالمقص، ولكن ليس بالضرورة أن يكون قادرًا على القص بشكل سوي ومستقيم. يبدأ بتصفح صفحات كتاب. يمكنه أن يبرم قبضة الباب.
خطوة خطوة يبدأ بـ
يتمرن على الكتابة بقلم الحبر وأقلام الرصاص وأقلام الكبيرة ويمكسها كما الراشد. بيدأ بالخربشة ويقول هذا اسمه. يتفاعل مع لعبة أصابع اليد. يتمتع بالألعاب التي تتطلّب استعمال اليدين مثل وضع قشّة المص في فتحة القنينة الصغيرة . القدرة على ارتداء الملابس وخلعها. نمو الحركة بصورة عامة يسمح تطور الحركة العامة للطفل باكتساب التوازن واستعمال عضلاته الكبيرة من أجل القيام بنشاطات جسدية مثل الجلوس، والتسلّق، والمشي والركض والقفز والزحف وفعل كل ما يسمح به جسده لتنفيذه وفي الوقت نفسه يحبه.

ي هذه السن
يشارك في نشاطات ضمن فريق تتطلّب منه الركض والقفز والزحف والدحرجة والدوران حول نفسه. يمشي على مساحات ضيّقة مناوبًا قدميه كي لا يقع. يركض متجنبًا الحواجز. يتسلق سلّم المزلقة وألعاب شبيهة بها. يدير دوّاسة الدراجة الهوائية.
خطوة- خطوة يبدأ بـ
يقوم ببعض الخطوات على مساحة ضيقة متقدّمًا ومتراجعًا. ركوب الدراجة ويعرف كيف يدير المقود ويستعمل الدواستين. يركل بقدمه الكرة ويحدد هدفه تدريجًا. يرمي الكرة من فوق رأسه ويصوّبها بشكل جيد. يشارك في ألعاب الدائرة مع مجموعة لاعبين مثل لعبة بوغي- بوغي. النمو الذكائي أو الفكري يُظهر النمو الفكري قدرة الطفل على التفكير بطريقة خلاّقة ومجردة، وعلى أن يكون متنبّهًا، وقدرته على إيجاد حلول للمشكلات، و إطلاق الأحكام والتعلم.



والإجتماعي بين الثانية والثالثة
في هذه السن
الحوار
يطرح الكثير من الأسئلة مستعملاً مفردات من؟ ماذا؟ وأين؟. يشارك في القصص التي ترويها له والدته ويتلو الأعداد. يكرّر جملا من خمس كلمات. يتحادث مع الراشدين والأطفال، ويمكنه أن يفهم ما يقال له. يروي الأحداث الأخيرة ويخترع أشخاصاً وهميين.

القدرات العقلية
يمكنه المقارنة بين أحجام مختلف الأشياء بمساعدة الكلمات مثل أكبر أو أصغر أو صغير جدًا. يحاول أن يمثل دراميًا ما يدور في فكره ، يدعي مثلا أنه ديناصور. يمكنه أن يحصي الأشياء حتى الثلاثة. يمكنه أن يجمع الصور والأشياء المتشابهة ويبعد المختلفة. يحب أن يخترع حركات.
خطوة- خطوة يبدأ بـ
الحوار يستعمل ويفهم الكلمات التي تشير إلى الإتجاه والوضعيات، مثل الخلف، والأمام، تحت، وفوق. التعليق على بعض الصور الموجودة في الكتاب. يظهر فهمه لحبكة القصص وينفذها من خلال اللعب بمساعدة دمياته أو الماريونات. الإجابة عن بعض الأسئلة المعقّدة، مثل ما هذا؟ أو كيف فعلت هذا؟ يستجيب لتعليمات مثل إجلب معطفك، لو سمحت ناولني الفوطة.

يطوّر قدراته العقلية
يفصل الأشياء الصغيرة عن الكبيرة. يضع خطة عمل قبل البدء بنشاط ما مثلا يبحث عن القطع التي يحتاجها في لعبه. يلاحظ التغييرات التي تحدث في الطبيعة مثلا زرع حبة حمص تتحول نبتة. يستعمل الكلمات التي تبرز أنه يفهم فكرة الوقت مثلا ساعة النوم. يدعي أنه رجل إطفاء أو شرطي أو أي شخص مسؤول في الخدمات الإجتماعية.

- ماذا نعني بالنمو الإجتماعي
يُظهر النمو الإجتماعي قدرة الطفل على تكوين صداقات وعلى التفاهم مع الآخرين، والعمل ضمن فريق، وأن يكون قائدًا جيدًا. كل هذه القدرات تستند إلى التقويم الذاتي، والثقة بالنفس والتعاون مع الآخرين.
في هذه السن
يظهر بوضوح مشاعره. يستعمل صيغ اللباقة مثل «لو سمحت، شكرًا، صباح الخير». يلعب مع الأطفال الآخرين إلى أقصى حدود من دون أن يشعر بالتعب. يصبح قادرًا تدريجًا على اللعب من دون عراك وانتظار دوره. يلعب لعبة الشبه.
خطوة- خطوة يبدأ بـ
تقليد تصرفات الراشدين ويلعب أدوارهم مثلا يلعب دور العطّار، يخترع صديقًا وهميًا يتكلم معه. لا ينزعج في حضور الغرباء. يساعد أطفالا آخرين في القيام ببعض الأعمال. يصبح شيئًا فشيئًا اجتماعيًا، وينتظر دوره، ويشارك في بعض الأشياء ويبدّل العراك بالكلام.

الخميس، 21 مارس 2013

صناعة الطفل الربانى


عزيزي المربي:

لعل اليأس والقنوط قد أصابك وأنت تقرأ النماذج البراقة التي جمعتها لك في لقائنا السابق, خاصة وأنت تقارنها بنماذج منطفئة من أطفال اليوم.

ولكن لم لا؟

نعم، لم لا أخي المربي؟ لماذا لا يكون لأطفالنا هذه الربانية السامية.. لماذا؟ ألم يكن هؤلاء أطفال وأبناؤنا أيضًا أطفال؟!! وهم بشر ونحن أيضًا بشر؟! وهم معرضون للزلل والخطأ كما نحن معرضون؟! وأهم من ذلك كله أن رصيد الفطرة والنزعة الدينية موجودة عند كل بني البشر، مهما لوثته أدران المعاصي والأخلاق الفاسدة والعادات السيئة والتقاليد الذميمة.

الطفل ورقة بيضاء .. ناصعة البياض .. أنت أخي المربي ترسمها بيديك.

ومن كلام الإمام الغزالي رحمه الله: [ الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة, وهو قابل لكل نقش، مائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّدَ الخير وعُلِّمَه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكلٌ معلم له ومؤدب، وإن عُوِّد الشر وأُهمِل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ]

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ]].رواه مسلم.



وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه

إذًا, فيا قيِّم الطفل ويا مربيه, إن كنت ترجو له درجة عالية من الربانية والصلة بالله؛ فأنت الذي تغرس حباتها بيديك.. ومعك وأنت تبني هذه الربانية قوة لا حد لها, وهي الفطرة.. ومَعين لا مثيل له, وهي النزعة الدينية عند سائر البشر.

صفحتنا اليوم هدفها أن تشعرك بقدر القوة التي معك وأنت تربي طفلك, هذه القوة لخصناها لك في أربعة كلمات هي:



رصيد الفطرة والنزعة الدينية


فإذا جمعنا عليهما دورك التربوي مع طفلك؛ كان نتاج ذلك -بلا شك ولا ريب- الطفل الرباني.

أولاً: رصيد الفطرة يصنع الطفل الرباني:

الفطرة لغة هي: ما فطر الله عليه الخلق من المعرفة به، وقد فطره بفطرة، قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}.

الفطرة: هي الخلقة التي يخلق عليها المولود في بطن أمه، قال تعالى: {الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}.

قال صلى الله عليه وسلم: 'كل مولود يولد على الفطرة'.

والفطرة اصطلاحًا: هي ما جبل عليه الإنسان في أصل الخلقة من الأشياء الظاهرة والباطنة، تلك الأشياء التي هي من مقتضى الإنسانية، والتي يكون الخروج عنها أو الإخلال بها خروجًا عن الإنسانية أو إخلالاً بها، وهذا المعنى يُفهم من كلام كثير من الأئمة كابن القيم وابن حجر وغيرهم.

الفطرة: شعور ذاتي كامن في النفس الإنسانية لا يفارقها، يحس الإنسان فيه بنقص ذاته، ووجود ذات كاملة، وهو بحاجة إليها، تلك الذات هي [الله سبحانه وتعالى].

وهذا ما عبر عنه ديكارت بأن وجود الله فطرة في النفس الإنسانية: [ إني مع شعوري بنقص ذاتي؛ أحس في الوقت ذاته بوجود ذات كاملة، وأراني مضطرًا للاعتقاد بأن هذا الشعور قد غرسه في ذاتي، تلك الذات الكاملة المتحلية بجميع صفات الكمال وهي 'الله' ].

من أبرز العلماء الذين اعتنقوا الفكرة الفطرية هو الأسكتلندي 'لينج' حيث قال: [ كل إنسان يحمل في نفسه 'فكرة العلية'، وأن هذه الفكرة كافية لتكوين العقيدة أن ثمة آلهة صانعة وخالقة للكون ].



* عزيزي المربي معك إذًا قوة لا تقهر اسمها 'رصيد الفطرة', ومن ثمار هذه القوة:

1ـ النداء الداخلي داخل أي إنسان لفعل الخير واجتناب الشر.

2ـ النفس اللوامة عند الإنسان فور فعله للشر.

3ـ الشعور الداخلي أنه لا بد من موت وبعث ونشور.

4ـ تحرر النفس الإنسانية من الخوف على الحياة والإيمان بالله والإقرار بوحدانيته؛ يحرر الإنسان من جميع العبوديات لغير الله.

5ـ تحرر النفس الإنسانية من الخوف على الرزق.

6ـ تحرر النفس الإنسانية من الشح والجشع.

7ـ يقظة الضمير.

8ـ تحرر الإنسان من عبودية القيم الاجتماعية الجاهلية.

9ـ الصبر على الشدائد والمحن.

10ـ تحرر النفس الإنسانية من الظلم.

11ـ تحرر العقل الإنساني من الخرافات.



إذًا أنت معك أخي المربي درة ثمينة أنت غافل عنها، فضلاً عن أنك تفسدها بدنو القدوات.

عزيزي المربي:

إن أردت استغلال هذه القوة الفطرية عليك بأمرين، لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر:

الأول: كن قدوة لطفلك حتى لا تفسد هذه الفطرة الطاهرة.

الثاني: تعلَّم كيف تبني إيمان طفلك؛ حتى تقوي هذا الأساس الفطري وتبني عليه.

وهذا ما ستعرفه في لقاءاتنا القادمة من حديثنا حول الطفل الرباني.



ثانيًا: النزعة الدينية تدفع الطفل الرباني إلى الأمام:

النزعة الدينية: أي الرغبة في التدين: وهي وليدة الفطرة التي فطرها الله في قلوب العباد أجمعين؛ مؤمنهم وكافرهم.

الدين: مصدر استكمال النزعة الفطرية للاعتقاد وإشباع الميول الطبيعية للتدين, ولا شك أن الإيمان بالله عز وجل وعدم الشرك به والعبودية الخالصة له، هي مصدر شعور الإنسان بحرية واستقلالية ذاتيته، واعتداده بنفسه وكرامته.

الدين: يؤدي إلى تحقيق التكامل النفسي لدى الطفل بالإيمان واليقين في العقيدة, وهو ما يعتبر مصدرًا أساسيًا لسعادة الفرد وقوة عزيمته ونظرته الإيجابية للحياة.

الدين: يولد التفاؤل والسكينة والطمأنينة والسلام والأمن النفسي لدى الناشئ، ويغرس في نفسه الثقة والإقدام وحب الحياة، ويجنبه الصراع النفسي الذي ينجم من الشك والضلال والإلحاد.

الدين: مصدر كثير من الفضائل والقيم والمبادئ والمثل العليا، التي تغرس في نفس الناشئ منذ فجر حياته الأولى، وتنمو مع شخصيته.

الدين: يقوي لدى الفرد الشعور بالمسؤولية والالتزام النابع من نفسه، سواء كان ذلك في حضرة السلطة الخارجية أم أثناء غيابها، وبذلك يكفل الدين تماسك المجتمع واستقراره، ويضمن بقاءه واستمراره.

الدين: يلزم أفراد المجتمع الواحد بإقامة علاقاتهم الاجتماعية، وتعاملهم على أساس القيم: الحق والخير والعدل والنزاهة والتسامح والتعاطف، وبذلك تضمن السعادة لأفراد هذا المجتمع.

الدين: مصدر خصب لإشباع الميول والدوافع النفسية لدى الإنسان كالمشاركة الوجدانية، والتقليد والمحاكاة والاستهواء والإيحاء والانتماء الاجتماعي وغيرها، وبذلك فهو يقوي نزعة الإنسان للتكامل والتعاون مع غيره.

لذلك كله كانت نزعة الإنسان للتدين نزعة فطرية وقوية.

لأن الإنسان بحاجة للأمن النفسي والاطمئنان والسكينة، ولحاجته العقلية إلى استجلاء ما غمض عليه وعلى فهمه من شؤون الكون والحياة، وما خفي عليه من أمور الغيب المجهول، وحاجة البشرية إلى الدين والإيمان حاجة طبيعية لا يمكنها أن تستغني عنها مطلقًا، مهما بلغت النهضة الفكرية والتقدم العلمي، ذلك لأن كل ما يصنعه الإنسان غير كامل وغير ثابت، وهو خاضع للتغيير والتبدل المستمر، ولا غنى للإنسان عن إشباع حاجته إلى الإيمان بالكامل المطلق القادر مالك كل شيء  وهو الله عز وجل.



يطلب منه الهداية والعون، ويلجأ إليه في ساعات الضيق والحرج، ويستعين على مصاعبه وأزماته، ويسأله رفع الضر والأذى عنه, وبغير الدين والإيمان لا تستقيم للفرد حياته، ولا يهنأ باله، ولا تتوفر أسباب السكينة والأمن النفس؛ فيشعر بالضياع والتمزق النفسي، والاضطراب العصبي والعقلي، ولا يكون قادرًا على أن يعيش حياة سوية هادئة, وكثيرًا ما يؤدي الشك والإلحاد بالمرء إلى الانتحار وترك الدنيا التي يشعر ببؤسه وعذابه فيها، ولو كان مؤمنًا لكانت نظرته إلى الحياة نظرة التفاؤل والاستبشار، فيسعد لمسراتها ولذائذها، ويغالب مشاكلها ومصاعبها.

إن الإيمان هو منبع السعادة الحقيقية والأمن والطمأنينة النفسية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}.

عزيزي المربي:

انتهى بنا المطاف إلى هذه الحقيقة الواضحة:

 


'رصيد الفطرة يصنع الطفل الرباني'.


لأن هذا المخزون الفطري لست أنا ولا أنت الذين جبلناه في خلقة الطفل, بل رب البرية.. رب الأرباب.. خير مربٍ تبارك وتعالى هو الذي وضعه، وإنما علينا نحن فقط ألا نفسده, وأن نبني عليه إيمان أبنائنا.

وإنه مهما بعُد الإنسان عن ربه وضل وزاغ؛ فإن هناك ثمة نزعة قوية للتدين تشد الإنسان إلى الصلاح مرة أخرى؛ لأن الدين والتدين هو سبيل السعادة، ولأن الحياة في الضلال ظلم وظلمات.

هاتان القوتان هما:

رصيد الفطرة النزعة الدينية


هما من عند الله تبارك وتعالى، ليس لنا فيها فضل, بل الفضل كله منه وإليه.

ولكن لا بد أن نضيف إليهما الدور التربوي الذي يحافظ عليهما، وهو البناء الروحي أو التربية الروحية، عندها نستطيع الوصول إلى هذا النموذج السامي وهو الطفل الرباني.

إذًا معادلة النجاح هي:



رصيد الفطرة النزعة الدينية التربية الروحية = الطفل الرباني

نماذج الطفل الربانى

دخل أحد الصحابة مسجد رسول الله صلى عليه وسلم في غير وقت الصلاة فوجد غلاماً لم يبلغ العاشرة من عمره قائماً يصلى بخشوع فانتظر حتى انتهى من صلاته فجاء إليه وسلم عليه وقال له: يا بني ابن من أنت؟ 
فطأطأ الغلام رأسه وانحدرت دمعه على خده ثم رفع رأسه وقال: يا عم إني يتيم الأب والأم فرق له الصحابي وقال له: يا بني أترضى أن تكون ابنا لي؟ 
فقال الغلام: هل إذا جعت تطعمني؟ قال: نعم
فقال الغلام: هل إذا عريت تكسوني؟ قال: نعم 
فقال الغلام: هل إذا مرضت تشفيني؟ قال الصحابي ليس إلى ذلك سبيل يا بني
قال الغلام: هل إذا مت تحيني؟ قال الصحابي: ليس إلى ذلك سبيل 
قال الغلام: فدعني يا عم للذي (خلقني فهو يهدين. والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحين. والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين )
فسكت الصحابي ومضى لحاله وهو يقول آمنت بالله من توكل على الله كفاه.

وقصة آخرى

أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد السيف، فلم يطق حمله؛ فشدته على ساعده بنسعة، ثم أتت به النبي، وقالت يا رسول الله هذا ابني يقاتل عنك؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أي بني احمل هنا، " أي هاهنا" فأصابته جراحة فصدع، فأتى النبي فقال (أي النبي): لعلك جزعت؟ قال: لا يا رسول الله.

هذه من نماذج الأطفال في العهد النبوي، التي تربت على حب الاستشهاد و رفع راية الله، و في السيرة الكثير والكثير من هذه المواقف و لكنها مجرد وقفات.

فعن ثابت بن قيس - رضي الله عنه - قال: أتى علي رسول الله وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا، فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي فلما جئت قالت: ما حبسك؟ فقلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجة، فقالت: وما حاجته؟ قلت: إنها سر. قالت: لا تخبرن بسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحداً. قال أنس: والله لو حدثت به أحداً لحدثتك به يا ثابت [رواه مسلم]. 
فانظر يا رعاك الله إليها لم تعاقبه حين أخفى عنها كما يفعل بعضهن، بل إن بعضهن تكثر السؤال عليه حول خاصة البيوت التي يدخلها وما يحدث عندهم، فتغرس في نفسه الفضول وإفشاء الأسرار وهي لا تعلم.

ماذا نحكى لاطفالنا

ولكن ماذا نحكي لأطفالنا؟
يقول الأستاذ عبد الله محمد عبد المعطي في كتابه: "أطفالنا..خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقاً" إذا كنا نريد جيلاً إيماني النشأة، إسلامي النزعة، رباني النهج، ملائكي الخلق، فنحن بحاجة إلى نوع خاص من القصص والحكايات، ربانية الهدف، إيمانية الإيحاء، قرآنية المفهوم، قصص تكون إلى الله قربى، وعلى طريق التربية خطوة، وهذا النوع الخاص من القصص سنجده في: 
1- أحسن القصص: قال - تعالى -: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن (يوسف: 3)، فعندما سأل الصحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لو قصصت علينا؟ نزلت هذه الآية فأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
وحينما نحلق في القصص القرآني نجده يمتاز بسمو غاياته، وشريف مقاصده، ويحتوي على طرق شتى، تساق أحيانًا مساق الحوار، أو الحكمة، والاعتبار، وتارة التخويف والإنذار، وكل هذا وغيره ساقه الله - تعالى -في قول بيِّن، وأسلوب حكيم، ولفظ رائع، والمكتبة الإسلامية مليئة بمثل هذا القصص (سلسلة قصص الأنبياء للأطفال، أهل الكهف، مؤمن آل فرعون.. وغيرها الكثير). 
2- سيرة سيد المرسلين: إن من الأمور التي أوجبها الله - تعالى - التأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -ولذلك حرص الصحابة والتابعون على غرس حبه - صلى الله عليه وسلم -في قلوب أبنائهم "كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كما نعلمهم السورة من القرآن. 
ويمكن الاستعانة بكتاب السيرة النبوية المصورة للأطفال أو غيرها. 
3- أخبار النجوم: قال - تعالى -: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.. (التوبة: 100)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم". 
إنه لحري بنا أن نربي أطفالنا على كريم أفعالهم، وحميد خصالهم، وكتاب "صور من حياة الصحابة" وسلسلة "فتية الإسلام" تفيد في هذا المجال. 
4- عظماؤنا في التاريخ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا، يستعملهم لطاعته إلى يوم القيامة"، ولكم يحتاج الأطفال في زماننا إلى الارتواء من نبع العظماء الذين لم يعد من السهل على الطفل أن يرى مثلهم صورًا حية أمامه، ويكفي كتاب "أشبالنا العلماء". 
5- قصص كليلة ودمنة، وقصص الأستاذ نجيب الكيلاني وغيرها. 

وحتي نعلم أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ؟

نبدأ بالقصص التي تحبها 

النموذج الأول:

الصحابية الجليلة عفراء - رضي الله عنها- إذ دفعت بولديها عوف و معاذ، و هما غلامان إلى المشاركة في غزوة بدر: 
" يقول الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - متحدثاً عن غزوة بدر: " إني لواقف يوم بدر في الصف، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا بغلامين من الأنصار، حديثة سنهما، فتمنيت لو كنت أضلع منهما (أي أقوى منهما و أشد)؛ فغمزني أحدهما و قال: يا عم، هل تعرف أبا جهل بن هشام؟ قلت: نعم و ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: بلغني أنه يسب رسول الله، و الذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفرق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا (أي لا يفارق شخصي شخصه حتى يموت منا الأقرب أجله)، وغمزني الآخر و قال لي مثلما قال الأول.."
و تطلع عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - فرأى أبا جهل، فدل الغلامين عليه فسارعا إليه، و ابتدراه بسيفهما، فضرباه فصرعاه و هو بين الحياة و الموت. 
و يُروى أن معاذ بن عفراء حينما طعن أبا جهل أقبل عليه عكرمة بن أبي جهل و ضربه بسيفه فأصيبت يد معاذ، و لكنها بقيت معلقة فيه بجلده فاحتمل ذلك، و ظل يجاهد وهو يسحب يده المعلقة، فلما آذته وضع قدمه عليها، ثم تمطى حتى فصلها عنه و استمر يجاهد هو و أخوه حتى نال أخوه الشهادة، و بقي هو حتى زمان عثمان - رضي الله عنه .السيرة النبوية لابن هشام، (1/634،635)،ط، البابي الحلبي

السبت، 16 مارس 2013

تعزيز السلوك الإسلامي للأبناء





تعد شريحة طلاب المدارس من أوسع الشرائح العمرية التي يقع عليها هم التربية والتعليم والتنشئة الإسلامية 
الصحيحة، وغرس المبادئ الإسلامية الفكرية والسلوكية، قبل أن تكبر وتضطلع بدورها في بناء المجتمع الإسلامي.
فمستقبل المجتمعات بيد هؤلاء الطلاب والشباب الذين سيكونون في غدٍ عمادها، ويقولون كلمتهم في طريقة
تعاملهم مع الآخر، وطريقة حياتهم، خاصة في ظل تزايد التحديات أمام المجتمعات الإسلامية،
عبر الإساءات المتكررة، وعبر التحالفات الحضارية، والعولمة، ومحاولة الدول الكبرى غرس أفكارها في مجتمعاتنا 
الإسلامية.
وإن وضع الأهل والمدرسون آمالهم في تربية نشئ مثقف ومتعلم، فإن الكثيرين يأملون أن تكون سنوات
دراسة أبناءهم وطلابهم، مليئة بتعزيز قيم الإسلام، فهو خاتم الأديان وأنقاها, وفيه كمل الدين وارتضاه 
الله عز وجل لعباده.

وقد كان لبعض مدارس المملكة العربية السعودية تجارب في تعميق الأفكار الإسلامية الإيجابية لدى النشء الجديد،
 عبر برامج توعوية وتعليمية، تربي فيها الطالب على الأخلاق الحميدة، والآداب الحسنة، أملاً في صلاح 
المجتمع وتطوره عقدياً وسلوكياً.
ومن بين التجارب التي نستعرضها في موقع (المسلم) تجربة ثرية لإدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة،
 تم تطبيقها خلال العام الفائت. على طلاب المدارس. بإشراف قسم التربية الإسلامية وقسم التوعية الإسلامية 
في الوزارة.
وحمل البرنامج التثقيفي والتعليمي عنوان "تعزيز السلوك الإيجابي" للطلاب.
وفيما يلي نستعرض أهم الفقرات التي يمكن تطبقيها وتحقيقها في جميع المدارس الإسلامية والعربية في العالم.
بين يدي التجربة:
ينطلق البرنامج التربوي من أن المسلم مأمور بالتربية الإسلامية والعلم الإسلامي، حيث يقول الله تبارك
 وتعالى: "اقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم". وانطلاقاً من أن
الرسول الكريم _صلى الله عليه وسلم_ هو المعلم الأول، والمربي الأعظم، الذي أنار لأمته الطريق،
 وكان الأسوة الحسنة، والقدوة المثلى في التربية, فقد رسم ونفّذ الأساليب التربوية الفعالة والتي أدت إلى 
بناء الدولة الإسلامية الخالدة.
ولقد تم اختيار هذا البرنامج تحديداً لأن تعزيز السلوك الايجابي مطلب شرعي ديني، كما أنه مدعاة للاستمرار
 فيه والعكس بالعكس.

وبحسب إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة، فإن أهمية الموضوع تنطلق من عدة أمور، منها:
1-أن الدراسات والأبحاث التجريبية دلت على أن سلوك الإنسان لا يمكن أن يعزز من خلال المواعظ فحسب
بل لا بد من تطبيقات عملية تستمر لفترات طويلة.
2- قدم الرسول _صلى الله علية وسلم_ لأمته نماذج عملية حية تسمى في علم النفس "النماذج الضمنية"
وتعتبر أحد تعزيز السلوك في علم النفس.
3- نماذج عملية في تعزيز السلوك منها ما ثبت في الصحيح (أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد
ففقدها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت قال فهلا آذنتموني ,
فأتى قبرها فصلى عليها } ورواه ابن خزيمة في صحيحه.

السلوكيات الإيجابية:
من بين السلوكيات الإيجابية التي تحاول الإدارة زرعها بين طلاب المدارس على اختلاف مستوياتهم
العمرية والعلمية، مجموعة منتقاة بعناية، تؤثر بشكل مباشر في سلوكيات الطلاب، وتنعكس في المجتمع 
الذي يعيشون فيه، منها:

1- الكلمة الطيبة: مستشهدين بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قدمت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال: أحججت؟ قلت: نعم. قال: بم أهللت؟ قال: لبيك بإهلال كإهلال النبي _صلى
 الله عليه وسلم_. قال : أحسنت. رواه البخاري
2- العفو عندما يخطئ: مستشهدين قصة حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه وإخباره قريشا بعزم النبي _صلى
الله عليه وسلم_ على غزوهم واستئذان عمر بن الخطاب رضي الله عنه النبي _صلى الله عليه وسلم_:
دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " إنه قد شهد بدراً ،
وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
وعلى المتخلفين عن القتال مع رسول الله "وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت وضاقت عليهم أنفسهم..." الآية التوبة(188)
3- قبول الرأي الآخر: مستشهدين بقصة قبول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في أحد رأي بعض أصحابه
وترك رأيه، وفي الخندق حفر الخندق مع أصحابه أخذاً برأي سلمان الفارسي رضي الله عنه.
4- التمثل بالعمل الصالح: قال تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"
5-. الابتسامة: يقول جرير بن عبد الله البجلي: (ما حجبني رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ منذ أسلمت،
 ولا رآني إلا تبسم في وجهي). رواه البخاري.
6- بيان عاقبة السلوك السلبي: " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة
ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" [ آل عمران:77].

تطبيقات عملية مقترحة
يهدف البرنامج إلى تطبيق هذه الأفكار التوعوية الإسلامية بين طلاب المدارس، لذلك، فقد حرص القائمون على
هذه التجربة على الاستعانة ببعض البرامج التطبيقية التي يمكن من خلالها زرع هذه المفاهيم بين الطلاب،
وغرسها في أذهانهم، وتعليمهم إياها. ومن بين هذه البرامج التي تم تطبيقها تبعاً لمكان التطبيق:
أولاً: خارج حجرة الصف:
1. الإشادة بالطلاب ذوي السلوك الإيجابي من خلال: (الإذاعة الصباحية - لوحة الشرف - المناسبات المدرسية).
2. إقامة اللقاءات والحفلات التكريم لهم وتوزيع الهدايا المناسبة لهم وفق آليات ووسائل محددة شاملة للجميع
 مبنية على المنافسة الشريفة والملاحظة المستمرة.
3. تخصيص جوائز لبعض السلوكيات الإيجابية مثل: جائزة التعاون، الصدق، الأمانة، الخلق، الطالب المثالي.

ثانياًً / في حجرة الصف:
1- إلقاء السلام عند الدخول والخروج.
2- تبسم المعلم في وجوه طلابه.
3- مناداتهم بأحسن أسمائهم.
4- أخذ آرائهم في القضايا المتعلقة بهم والعمل بها.
5- مشاركتهم في بعض أعمالهم وألعابهم.
6- إسناد بعض المهام الصفية إلى الطلاب ذوي السلوك الإيجابي.
7- الإشادة بهم أمام زملائهم.
8- دعوة الآخرين إلى الاقتداء بهم.
9- التغاضي عن أخطائهم أحياناً.
10- العفو عن الآخرين من أجلهم.
11-. الدعاء لهم واستعمال الكلمة الطيبة في التعامل مع الجميع.
12. تفقد أحوالهم والسؤال عنهم.
13. استخدام طرق تدريس تعزز السلوك الإيجابي(التعليم بالقدوة - التعليم بالتطبيق العملي – 
التعليم بالحدث –التعليم بالتفكير(المقارنة)...).
14. تكريم أصحاب السلوك الحسن وتقديرهم والاهتمام بهم.
15. تمثل القدوة الحسنة في جميع الأقوال والأفعال.

أساليب تنمية وتعزيز السلوك الإيجابي
ويمكن الاستعانة ببعض الأساليب التنموية لتعزيز هذه السلوكيات، وفق الشريعة الإسلامية، منها:
1- المكافأة: قال تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا".
وعن عبد الله بن الحارث قال كان رسول الله _صلى الله علية وسلم_ يصفُّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً من بني
العباس ثم يقول: ((من سبق إلي فله كذا وكذا)) قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم.
2- الدعاء: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ دخل الخلاء فوضعت له وضوءا،
 قال: من وضع هذا؟ فأخبر فقال:((اللهم فقهه في الدين)) أخرجه البخاري.
3. إشاعة التعامل الحسن وإلزام المعلمين بحسن الاستقبال والأخلاق الحميدة مع جميع الطلاب وبخاصة أصحاب
السلوك الحسن، ويظهر ذلك جلياً:- في الطابور الصباحي.
- في الإشراف اليومي.
- في الحصص الدراسية
في التعامل مع الأخطاء، ونحوها.
4. تفقد الطلاب ذوي السلوكيات الحسنة من خلال المرشد الطلابي أو وكيل المدرسة والسؤال عنه من قبل لإدارة
 في حال مرضه أو مصابه وتشكيل وفد من الطلاب مع أحد المعلمين لزيارته أو مواساته ونحو ذلك.
5. التغاضي عن أخطاء بعض الطلاب المثاليين والتجاوز عن زلاتهم مقابل إحسانهم وإيجابياتهم.
6. تخصيص الطلاب ذوي السلوك الإيجابي ببعض المهام الإدارية والإشرافية في المدرسة أو الانضمام لبعض 
اللجان المدرسية.
7. تكريم أولياء أمورهم والإشادة بتربيتهم وبأبنائهم وتوزيع الهدايا عليهم.
8. مراعاة السلوك الإيجابي في إعادة الاختبارات التقويمية وزيادة الدرجات التحصيلية.
9. وضع نظام متكامل في المدرسة على شكل نقاط يحسب لكل سلوك إيجابي يصدر من الطالب بحيث يترتب على
 كل حصيلة يجمعها الطالب مكافأة معينة سواء عينية أو معنوية أو دراسية.
10. إقامة الأنشطة المتنوعة من زيارات ورحلات ومخيمات ولقاءات ومسابقات خارجية للطلاب ذوي السلوك 
الإيجابي.

أساليب وطرق تربوية تدريسية:
ويمكن أن يستند المدرس أو المربي إلى عدة طرق وأساليب تربوية لدعم هذه الأفكار التثقيفية، منها:
أ - التدريس بطريقة التشويق و الإثارة وانتباه السامع وترقب الفائدة وامتلاك ناصية الفؤاد. وهذه الطريقة تفتح
قلب وعقل الطالب لما سلقى عليه ومن أمثله (أسلوب البداية بالعدد)
(ثلاث من كن فيه...)
( ثلاث يحبهم الله...)
(سبعة يظلهم الله...) وغيرها من الأحاديث
ب_ التدريس بطريقة جعل المعنويات في صور المحسوسات (.. حلاوة الإيمان) الحديث
ج- التدريس بطريقة التفصيل بعد الإجمال والإيضاح بعد الإبهام (ثلاث... أن يكون الله ورسوله أحب إليه
 ممن سواهما...) الحديث.

وتشير التجربة التي أقامتها إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة، إلى إمكانية إقامة برامج تثقيفية إسلامية
 في مختلف أوجه التربية الصحيحة، والتي ليس بالضرورة أن تكون ضمن المناهج الدراسية المقررة،
كنوع من تعزيز قيمة إسلامية عالية، أو الخروج من الرتم المكرر في التدريس والمواد، وكل ذلك ينعكس
بالتالي على الطالب، وعلى المجتمع الذي يعيش فيه.

الثلاثاء، 12 مارس 2013

أسهل طريقة لتعليم ابنك الأخلاق الحميدة


**الاناشيــد**
وسيله سهله وبسيطه يتعلم الاطفال من خلالها الاخلاق والسلوكيات الحميده وتغرس في نفوسهم حب الخير والصدق والامانه فعن طريق الاناشيد يتعلم الطفل الكثير لانها:_
1- تثري لغه الطفل من خلال الفاظها وتنمي تفكيره وقيمه واسلوبه التعبيري.
2- تحسن مخارج الالفاظ عند الاطفال وتساعده على التجويد السليم والنطق.
3- يستمع الطفل اليها ويستمتع بها فيتعلم ويسمع وهو مستمتع.
4- بعض الاناشيد تحمل في فحواها اهداف وسلوكيات نستطيع ايصالها للاطفال بطريق غير مباشر كأناشيد اداب المرور واناشيد اداب السلام وغيرها.
5- ايضآ بها معلومات ومفردات نستطيع ايصالها للطفل من خلال ما تحمله من الفاظ وعبارات.
6- من كثره تكرر الطفل لها ترسخ في ذهنه سلوكيات واخلاق معينه تجعله يتمثل بتلك الاخلاق والسلوكيات زي مثلآ نشيد قول الحق لما يحفظه وكل شويه يردده بيعرف ان الكذب غلط وان قول الحق محبب وانه الافضل.




وانا طبقتها مع اولادي وخصوصآ ابني الصغير لانه عنيد شويه اقوله قول بسم الله قبل الاكل فكان مره يقول ومره يطنش فلما حفظ النشيد اقوله بلعب كده قبل ما ناكل لازم كلمه واسكت وهوه يكمل...بسم الله
والاناشيد وسيله فعاله مع الاطفال من عمر السنه ونص او متى يستطيع الطفل الكلام لو كل يوم نقعد مع الطفل نصف ساعه افضل من الجلوس امام الكرتون منها نعلمه الاخلاق والسلوكيات ومنه نطلق لسانه لاننا كتير دلوقت بقينا بنشتكي من تأخر الكلام عند الاطفال

♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
احلى كلام
بسم الله...... ....بسم الله
احلى كلام أتعلمناه قبل ما نأكل قبل ما نشرب
لازم كلمه بسم الله
قبل ما نقرى قبل ما نكتب لازم كلمه بسم الله
قبل ما نجري قبل ما نلعب لازم كلمه بسم الله
♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
**اركان الاسلام**
بنى الاسلام على خمسه ....اذكرها دومآ لا انسى
شهاده ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
أقامه الصلاه
وايتاء الزكاه
وصوم رمضان
وحج البيت من استطاع اليه سبيلآ
♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
**دين النظافه**
دين النظافه ديننا**نحن الوضوء شعارنا
بملابسي انا اعتني وبشارعي ومسكني
بالمشط شعري اجمل بالطيب انا اتجمل
انا اقتدي برسولنا **نحن الوضوء شعارندين النظافه ديننا
♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
**ارسم ملعب**
بك يا قلمــــــــي **ارسم ملعب
فيه نجـــــــري **نضحك نلعب فيه الفائـز لا يتكبر 
**فيه الخاسـر لا يتذمر
♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥


**الولد المسكين ونشيد الاعداد**
**واحد اتنين مره قابلت ولد مسكين
*تلاته اربعه كل هدومه مقطعه
**خمسه سته ادتله جاكته
*سبعه تمانيه كان اسعد انسان في الدنيا **تسعه عشره يا بخت اللي يسعد الفقرا

♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥


**قرآننا** 
قرآننا نور لنا فهو يضيء طريقنا
قرآننا فيه الهدى ارواحنا له فدى
قرآننا فيه العجب نلنا به أعلى الرتب

♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
**قول الحق**
ابله بطه تحب الحق
يا اطفال الكذب ده لاء
الكذاب بيروح النار
ويخاصموه كل الشطار
♥♥يـلانعلم ولادناღღالســــلوكيات والاخـــلاق الحـميدهღღبطريقـه محببـه لطيفـه مرتبـه♥♥
اذا اعجبك الموضوع فلا تقولي شكرآ............ولكن قولي جزاك الله خيرآ